كيان الاحتلال يواصل محاولاته للهروب من المحاسبة

بقلم: غصن أبو كرش

جاءت استقالة القاضي الكندي وليم شباس كمؤشر خطير على مدى الضغوط التي تمارسها دولة الاحتلال على محكمة الجنائية الدولية . وهي بمثابة صحوة متأخرة للضمير العالمي لوضع حد للظلم التاريخي الذي ارتكب بحق الشعب الفلسطيني الذي اغتصبت أرضه وشرد في جميع أسقاع العالم .

وبقدر ما هو الأمر مقلق مزعج على صعيد سير العدالة ومصير كل من يسير على طريق محاسبة هذا الاحتلال الهمجي الذي يمارس أبشع الجرائم ضد الإنسانية وبحق الأبرياء من هذا الشعب المكافح لنيل الحرية وبناء دولته المستقلة . إلا أن هذا السلوك يعطي دلالة واضحة لا شك فيها أن هذا العدو أصيب بالجنون والهلع واهتزت أركانه رعباً من قرب نهاية هذا الاحتلال ومواجهة الحقيقة ومثول قادته أمام الجنائية الدولية وانفضاح أمره أمام العالم وكشف إرهابه وأنه لا يختلف عن الإرهاب الأمريكي الذي يمارس في المنطقة  ضد الشعوب والأبرياء بشكل مباشر أو غير مباشر .

إن الإرهاب الحقيقي هو الذي يمارس بشكل يومي ودائم ضد شعب بأكمله منذ مجازر العدو في دير ياسين وصبرا وشاتيلا عام 1982 م وإحراق الفتى محمد أبو خضير ومجازر غزة أثناء حرب التي استمرت أكثر من خمسين يوماً واعتقال الفتاة ملاك الخطيب وما يمارس ضد الأسرى البواسل في سجون الاحتلال وما يحدث يومياً من اقتحام للأقصى المبارك ومايُرتكب من ممارسات ضد أهلنا بالقدس والداخل المحتل عام 1948م إنها جرائم لا حصر لها وكلها انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي ولا بد من رص الصفوف والتوحد في جبهة واحدة لأجل إحقاق الحق وانجاز المشروع الوطني الفلسطيني الذي يتطلب منا التضحية والصبر وعدم العودة إلى المناكفات الإعلامية التي لا تجلب لنا إلا المعاناة والفرقة واستمرار حالة التمزق التي لا تخدم إلا الاحتلال الصهيوني الذي يتربص بنا جميعاً .

ورغم هذه الاستقالة فإن التحقيق سيتواصل ويكتشف العالم مدى التضليل الذي يمارسه هذا الاحتلال للهروب من العدالة والمحاسبة على العديد من المجازر التي تتزايد بشكل يومي في ظل الاحتلال الاستيطاني الصهيوني لدولة فلسطين .